الإنسان المستلب _ إيريك فروم
"إذا كان الإنسان قد عقد لمدة قرون آمالا عظام على المستقبل، فإنه قد
فقد هذا الأمل تقريبا منذ 1914 " ص 45
:
لم يفشل الإنسان "الغربي كنموذج" في شيء بقدر فشله في أن
يحقق ذاته الإنسانية، ذاتا متحررة مريدة، فعلى هذين المحورين تحققت النكسة، في عمق
التاريخ و جبهته، في ماضيه كما مستقبله، فالإنسان الذي كان يحطب عصى خشبية فيضرم
النار في نصفها ليصنع غذائه و ينحث من الأخرى شيئا "رمزا" ليصعد فيه
كينونته - والتصعيد هنا حسب فروم تمظهر قوة الحب، الفكر، الخضوع.. لشيء خرج الذات-
هو ذاته الإنسان الذي صنع حرية فأصبح خائفا منها ، صنع منتجه فأضحى خاضعا له !
إنها "المعايير المفقودة" كما يقول "دوركهايم"
تفعل فعلها "التغريبي" بالانسان، لدرجة جعلته تائها في وسط سخب إنتاجه، رضيعا ازليا
للأسرة، القبيلةـ، المدينة، المجتمع، الأمة، الدولة، فالمقاولة ... لايشبع و لا
يقنع في بحثه عن ملجأ خارج كينونته، وسبب ذلك أن الانسان لم يطور إمكانياته
كإنسان، صنع و ابتكر، واكتشف، لكن خارج انسانيته، وفي النهاية سقط في الاشباع حد
الملل و الوفرة حد السقم .. فأصبح في الأخير غير مبال "كطريقة لتمظهر شره" القتل أو العناية
بطفل سيان عنده ، لقد توقفت الحياة بالنسبة له في اللحظة التي أصبحت هي بذاتها
هدفا له، يحيى لانه حي، وقد يموت بسببا تعيسا منتحرا "كما أوضح
دوركهايم" حين لا يجد غيرها هدفا لحياته..
" ..في القرن 19 كان بإمكان المرء أن يقول : مات الله. ويجب على
المرء أن يقول في القرن العشرين : مات الإنسان. وما وصلنا إليه اليوم : لقد مات
الإنسان لتحيى الأشياء، لقد مات الإنسان ليحيى منتوجه. ليس هناك -في النهاية- أصدق
مثالا على اللاإنسانية الجديدة خير من فكرة " القنبلة النيترونية" :
ماذا سيعمل السلام النيتروني ؟ !
سيقضي على كل ماهو حي، ليبقي على ماهو غير حي : الأشياء، المنازل، الطرقات...
"
مع الكتاب
قراءة مفيدة"mediafire"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]